Saturday, February 28, 2015

عن غلظة قلوبنا



أثار الحديث حول الرفق بالحيوان في الكثير من الشجن والكثير من الأسئلة التي ظلت معلقة في سماء الغرفة حتى  قررت أن أكتب عما ثار في جوفي من أسئلة.. وما تحرك بداخلي من مشاعر
لماذا وصلنا إلى تلك الدرجة من غلظة القلب وجفاء المشاعر..
لم املك يوما القدرة على تحمل مشاهد العنف.. كانت دوما مجرد الصراخات وسماعها تكفيني دوما كأبشع مشهد تعذيب يمكن أن أعيشه
منذ كنت في المرحلة الابتدائية وكان معلم الفصل يبدأ حصته بحصة التعذيب للطلاب قليلي الحظ من التعليم وربما من اهتمام الأهل أو رقة حالهم، فكان يفتش بداية عن هؤلاء الذين لم يستذكروا دروسهم ولم يحفظوها ليستمد من ضربه لهم نشاطه الصباحي، وكانت تلك الوجبة النهمة بالنسبة بمثابة أكثر الأشياء التي يمكن أن تصيبني بالذعر، فأظل أبكي دونما سبب، لمجرد ان هناك من يُضرب ويصرخ ألما !!
لماذ تكتسب نفوسنا غلظة هذا المعلم الذي يبدأ يومه بتعذيب تلامذته؟ ولماذا اكتسبت نفوس من عذبوا الكلب ماكس كل هذه الكراهية والسادية؟ ولماذا تكتسب نفوسنا غلظة تعذيب من نحبهم إلى درجة الملل؟ وكيف نكتسب هذه الغلظة مع مرور الزمن؟
هل لنفوسنا أن تبرأ من هذه الغلظة؟
لماذا قد لا نرد على من يخبرنا بأن شخص ما مريض ودخل المستشفى فلا نرد: الف سلامة .. ربنا يشفيه؟
لماذا قد لا نرد التحية صباحا ونقول: صباح الخير؟
لماذا لا نقول لمن يجلس إلى جوارنا وهو مريض : الف سلامة
لماذا لا نرد على من يقول لنا عند مرضنا ألف سلامة، فلا نرد: الله يسلمك

لماذا كل هذه الغلظة؟ لماذا؟

وهل لنا أن نطلب الرفق بالحيوان دون أن تتمتع نفوسنا بالرفق ببني البشر!

وهل يخلقنا الله غلاظ القلوب؟ أم أننا نحن من نختار أن نكون بهذه الغلظة؟ ام أن المجتمع المحيط بنا هو الذي يصقل نفوسنا بهذا الصلف والجفاء نحو كل ما يحيط بنا؟ !

Thursday, November 20, 2014

أبي


تعجز الكلمات عن وصف ما يعتمل في صدري
ويعجز عقلي عن اصدار أي اشارات لعيني لتتوقف عن البكاء أو لقلبي ليتوقف عن الخفقان

   تعجز الكلمات عن وصف ما أشعر به

هناك وجع ما في القلب ومرارة أصبحت تصبغ كل أيام العمر
وفراغ لا نهائي يملأ كل شيء


"بالأمس استمعت إلى أغنية محمد حماقي : "مين بياخد باله منك بعد مني.. .. أنا بس باطمن عليك"
ولم أستطع تمالك نفسي من البكاء
لم أستطع حتى ايقاف الأغنية أو تخطيها
استسلمت فقط  للذكريات


كان وجود أبي في الحياة يملؤها صخبا جميلا، كان نجما، حباه الله كثيرا من السمات الشخصية التي كانت تجذب إليه الأنظار أينما كان، وكان يملك تاريخا سياسيا يجعل له معارف في أي مكان يحل به، ان لم يكونوا أشخاصا، فأحداث كان شريكا فيها وذكريات جمعته بكثير من لحظات الوطن الحاسمه. كنا دائما إلى جواره أقمارا نستمد منه ضوءنا، كان الجميع يحسدونه هو وأمي على أن لديهم أبناء ناجحون متفوقون ومهذبون مثلنا أنا وأخوتي، كما كان بالمثل أصدقاؤنا يحسدوننا على أبي وأمي !!

  خيم الصمت على أجواء أيامنا جميعا بعد وفاته


أن تفقد أحدهم فذلك يعني وجع مزمن لا علاج له عند الأطباء، ولا عزاء لك إلا في عيادات التعايش مع الألم، فكل كلمات العزاء لا تجدي، بعضها فقط يظل عالقا في الذهن كمسكن لحظي للألم يقل تأثيره سريعا ليقينك بأبدية الألم.
ان يطفئ عيناك الحزن، ويفطر قلبكأن يتشح قلبك بالحداد وتجف منابع الفرحة بداخلههذا هو القدر اذا!ما اصعبه 


فقط تعزيني كلمات أبي عن حتمية الموت


قبل ذلك ومنذ وفاة أمي وأنا ناقمة على الموت وخائفة منه وأخشى سيرته أو الحديث عنهلكنه رحمه الله –ربما كان مدركا لذلك- كان يؤكد لي في كل مرة يلمح فيها هلعي عليه من فكرة الموت فيرد علي بعينين ثاقبتين وبصوت حازم، انه شيء لابد منه وأنه شيء حتما سيحدث ان عاجلا أو آجلا، سيحدث !!

لم يعد لكثير من الأشياء أي معنى


أجول كثيرا حول نفسي بلا هدف،، لا أدري ماذا أريدحتى تعلق عيناي بالهاتفأشتاق إلى سماع صوته والحديث إليه


وأسمعه يخبرني كثيرا بأنه يعلم أنني "أقوى  وأجمل" !


فأعود إلى نفسي لأخبرها بأن الله "لا يكلف نفسا إلا وسعها"
 ! !
لا يكلف نفسا إلا وسعها 

x

Saturday, November 15, 2014

2014

كان عاما غريبا

وصل بنا إلى ذروة الفرحة وإلى ذروة التعاسة

أعطانا بقدر ما أخذ منا

وأبى أن يرحل إلا بعد أن يحفر نفسه في أخاديد ذكرياتنا ويملأها حزنا وهما

حصل أخي على عقد عمل بالخارج
أخيرا سيستطيع كشاب مصري في مقتبل حياته تكوين نفسه
والاقدام على خطبة الفتاة التي يحبها

تزوجت في هذا العام 
وكان يوم فرحي يوما شديد الروعة بكل المقاييس
كان يعمنا جميعا فرح غامر.. يجمعنا.. ويربت علينا ويمنحنا حضنا حنونا وسعيدا افتقدناه طويلا

ناقشت أختي الدكتوراه في جامعة ليستر
وأخيرا ستعود إلى مصر بعد غياب أربع سنوات
وأخيرا سيتحقق حلم أبي وأمي في أبنتهم الكبرى والتي كانوا يعدونها لتكون قدوة لنا جميعا

إلا أن عام 2014 ابى أن ينتهي عاما سعيدا
فالأحداث السعيدة ننساها سريعا
أما الكوارث والمصائب، فمهما تعايشنا معاها ، لا ننساها أبدا

بدأت صحة أبي في الانهيار

انفصل أخي عن حبيبته

تعثر أخي الأصغر في دراسته

انتقل إبي إلى رحمة الله

شكرا عام 2014
لن ننساك ابدا !

Sunday, October 6, 2013

حتى قدوم الصيف


هلا انتظرتني حتى قدوم الصيف؟

ففي أكتوبر يأتي الشتاء

وحينها فقط أصبح أكثر رومانسية

 حين تمطر السماء أصبح  أجمل


حين يلمع البرق تزداد عيناي بريقا


وحين يدوي الرعد أنفض عني الهموم


وتزيدني رعشة البرد جاذبية


***
هلا انتظرت حتى قدوم الصيف؟
***


حين تسكرنا عذوبة الشتاء
يغدوا الكون كله جميلا
أكثر من أي شتاء مضى
هكذا يرتدي الكون حلة العيد
وهكذا نفوسنا
ترتدي زينتها
 ***
فهلا انتظرت
***

ربما في الانتظار حكمة سترسلها السماء
وربما لا شيء
ربما ترغب في البقاء في الصيف
وربما تفضل الرحيل قبلها
***

ففي الشتاء تزداد حاجتنا إلى الدفء
إلى القرب
إلى البقاء معا
حتى نهاية الشتاء
حتى تتخلص طبيعتنا من رقتها الشتوية
وتكسبها حرارة الصيف صلابتها المعهودة
***

لا أريدك أن تراني فقط حين أصبح أجمل
أريدك أن تصبح دائما وأبديا
أريدك طوال العام وليس فقط في الشتاء
***

هلا انتظرتني حتى قدوم الصيف..حينها فقط يمكن أن أحبك !

Thursday, August 22, 2013

على عتبات الفجر
يستودع المساء سكانه
كي يستقبلهم شروق الشمس
و يوم جديد


Thursday, August 1, 2013

"ونحن نحب الحياة اذا ما استطعنا إليها سبيلا" !


في كل مرة كنا بنخرج فيها لمظاهرة كانت لأننا بنحب الحياة


لأننا لو ماكناش بنحبها ما كناش حاربنا علشان تبقى أحسن


مؤمنين بإننا نستحق الاحسن


واننا نقدر نحققه حتى ولو كان لجيل جاي مش لجيلنا احنا


بس كان لازم نقاوم


صحيح كنا بنقابل الموت كل مرة يحصل فيها اشتباكات بابتسامة


وبثقة بان اي دم هيسيل مش هيروح هدر


لأنه بيروي شجرة الحرية


كل دا علشان "الحياة" تبقى أفضل .. 


في رابعة العدوية بيلبسوا الأطفال "كفنهم" وبيجهزوا النعوش ويلفوها بالعلم!!!

خرجوا علشان يموتوا


واحنا خرجنا علشان نعيش؟


فرق كبير بين طالب موت


وطالب حياة

ايوة بنحب الحياة


"الحيااااااة"


 المواجهات الآن بين الموت والحياة  :\


Sunday, May 12, 2013

مسجون جواه (2)

لما بتتعود تدي
بيبقى صعب على الناس تصدق انك ممكن تاخد
حتى لو كان اللي بتاخده دا حقك!

ما دمت اتعودت تدي- ويمكن تتنازل عن حقك احيانا- فالناس هي كمان اتعودت على انها تاخد منك
لانك "مش محتاج" طبقا لتقييمهم ولفهمهم ورؤيتهم للحياة!

وفي وسط دا بتضيع الحدود بين ايه هو اللي حق وايه هو اللي فضل ومنه

صحيح القصة في القرآن كانت بتتكلم عن الغني اللي طلب من اخوه الفقير انه يضم عنزته الوحيدة للعنزات الكتير اللي عند الغني
بس دا مش معناه انه دايما بيكون الغني هو اللي بيظلم
احيانا بيكون مطلوب منه انه يتنازل عن حقه (بسيف الحياء) لأن المجتمع والناس شايفين انه "كتير عليه" و"عيب انه ياخد زيه زي الفقر" .. ياخد حقه

ربنا لما حط قوانين للميراث كان بيتحدى طبايع البشر
كان بيقولهم
هتقدروا تكونوا عادلين؟ أشك
لأنه في النهاية ماحدش يقدر يكون عادل
حتى العدل طلع له وجوه كتييييييره
ومش كلها حاجة واحدة

البنت هتطلع الميراث بره الأسرة وبالتالي تاخد حقها برده ، "بس" فلوس

الأخ الكبير معاه "فالمفروض" يسيب حقه للصغير

الأم ما ينفعش تقعد لوحدها بعد وفاة الزوج
وكمان ما ينفعش تتجوز طبعا لأن المجتمع بيرفض دا
فالمفروض -والطبيعي" انها ما تاخدش حقها في الميراث لأنها طبيعي جدا هتروح تقعد مع ابنها الكبير او بنتها الكبيرة"
وبدعوى انهم مش هيسيبوها لوحدها بيضيع حقها

الابن الصغير كان مقيم مع والده ووالدته "فالطبيعي" البيت بتاعهم يؤول له بصرف النظر عن الحقوق لأن الامر الواقع بيقول: هوا مالوش مكان تاني يأويه

كل دا ضغط بيمارسه المجتمع على مدى قناعة الناس بفكرة الحق
وبعد شوية بيبقى فيه حقوق من "العشم" للناس على بعضها
وبيفضل صاحب الحق "الشرعي" و"المنطقي" حقه مسجون جواه في وسط ضغط التقاليد والاعراف الاجتماعية اللي بتظلمه طول الوقت